السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتِ، وَبِالْعَمَلِ وَالطَّاعَةِ تَطِيْبُ الْحَيَاةُ، وَتَتَنَزَّلُ الْبَرَكَاتُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى أَلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ أَثَارَهُ البَاقِيَاتِ إِلَى أَنْ تَقُوْمَ السَّاعَة أَمَّا بَعْدُ.
أَوَّلاً، حَيَّ نَشْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، الَّذِي قَدْ أَنْعَمَنَا نِعَمًا كَثِيْرَة حَتَّى نَسْتَطِيْعَ أَنْ نَحْتَفِلَ فِي هذَا الْمَكَانِ الْمُبَارَكِ.
ثَانِيًا، صَلاَةً وَسَلاَمًا عَلَى حَبِيْبِنَا الْمُصْطَفَى/قُدْوَةُ اْلأُمَّةِ وَإِمَامُ الْمُرْسَلِيْنَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي قَدْ أَخْرَجَنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوْر وَكَذَلِكَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ، وَأَكْمَالَ حَيَاتَنَا/ بِنُوْرِ اْلإِسْلاَمِ وَاْلإِيْمَانِ وَاْلإِحْسَانِ. أَنَا سَعِيْدٌ أَنْ أَقِفَ أَمَامَكُمْ جَمِيْعًا ِلأَخْطُبَ خُطْبَةً عَرَبِيَّةً تَحْتَ الْعُنْوَانِ:
طَلَبُ الْعِلْمُ
إِخْوَتِي فِي اللهِ، اِعْلَمُوا أَنَّ الْعِلْمَ لاَ يُعْطِيْكَ بَعْضَهُ إِلاَّ إِذَا أَعْطَيْتَهُ كُلَّكَ، فَإِذَا أَعْطَيْتَهُ بَعْضَكَ لَمْ يُعْطِكَ شَيْئًا، وَيَظَلُّ الْمَرْءُ عَالِمًا مَا طَلَبَ الْعِلْمَ، فَإِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ عَلِمَ فَقَدْ جَهِلَ. لِمَاذَا الْعِلْمُ؟ ِلأَنَّ الْعِلْمَ نُوْرٌ. نُوْرٌ يَهْدِيْكَ إِلَى أَنْ تَكُوْنَ أَقْرَبَ إِلَى رَبِّكَ وَإِلَى هَدَفِكَ وَغَايَتِكَ. وَالْجَهْلُ ظُلْمٌ وَظَلاَمٌ يَسُوْقُكَ إِلَى أَبْعَدِ مَا تُرِيْدُ أَنْ تَكُوْنَ فِيْهِ. وَالْعِلْمُ يَرْفَعُ بَيْتًا لاَ عِمَادَ لَهُ، وَالْجَهْلُ يَهْدِمُ بَيْتَ الْعِزِّ وَالشَّرَفِ.
يَقُوْلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ. [سُوْرَةُ الْمُجَادِلَةِ: 11]. وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَهُ طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الْمَلاَئِكَة لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الْمَاءِ، وفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوْا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وإنَّمَا ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ. (رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ).
وَطَالِبُ العِلْمِ يُؤْثِرُ الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا فَيَرْبَحَهُمَا مَعًا، بَيْنَمَا اْلَجاهِلُ يُؤْثِرُ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ فَيَخْسَرْهُمَا مَعًا. فَنَحْنُ هُناَ فِي هَذَا الْمَعْهَدِ نَتَعَلَّمُ جِدِّيًّا لِنُصْبِحَ مُتَعَلَّمِيْنَ وَقَائِدِيْنَ وَعُلَمَاءَ الصَّالِحِيْنَ إِنْ شَاءَ اللهُ. فَاجْتَهِدُوْا وَاصْبِرُوْا وَرَابِطُوْا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ.
أَكْتَفِي بِهذَا الْقَدْرِ وَأَطْلُبُ مِنْكُمُ الْعَفْوَ مِنْ كُلِّ قُصُوْرِي وَتَقْصِيْرِي.فَكُلُّ صَوَابٍ فَمِنَ اللهِ وَكُلُّ نَقْصٍ وَتَقْصِيْرٍ فَمِنْ نَفْسِي شُكْرًا كَثِيْرًا عَلَى حُسْنِ اِسْتِمَاعِكُمْ وَاهْتِمَامِكُمْ.
وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
(Sumber: pba.unida.gontor)
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
إِنَّ الْحَمْدَ وَالشُّكْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ، اَلَّذِيْ هَدَانَا وَرَحِمَنَا ، حَتَّى نَسْتَطَيْعَ أَنْ نَجْتَمِعَ هُنَا بِالصِّحَّةِ والْعَافيَةِ
وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الَّذِيْ كَانَ قُدْوَةً لَنَا فِي جَميعِ الأُمورِ
أَيُّهَا الْحَاضِرُوْنَ
فِيْ هَذِهِ الْفُرْصَةِ ، سَأَتَكَلَّمُ عَنْ فَضِيْلَةِ طَلَبِ الْعِلْمِ
أَيُّهَا الْحَاضِرُوْنَ أَعَزَّكُمُ اللَّهُ
العِلْمُ هِيَ إِحْدَى الثَّرَوَاتِ الثَّمِيْنَةِ فِيْ حَيَاتِنَا . العِلْمُ هوَ النّورُ اَلَّذِي يَهْديْنَا إِلَى الطَّرِيْقِ الصَّحِيْحِ وَيَمْنَعُنَا عَنْ سُلُوْكِ الطَّرِيْقِ الْبَاطِلِ . العِلْمُ هُوَ الْمِفْتَاحُ لِلسَّعَادَةِ والنَّجَاحِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
فَطَلَبُ الْعِلْمِ هُوَ مُهِمَّةٌ رَئِيْسِيَّةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ . لِأَنَّ الْعِلْمَ يُعْتَبَرُ زَادَنَا فِي الطَّريقِ إِلَى السَّعادَةِ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ ، وَهُوَ أَيْضًا وَسِيْلَةٌ لِلتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ
:قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيْ سُوْرَةِ الْعَلَقِ، الآيَاتِ 1-5
اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَۚ ١ خَلَقَ الْاِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍۚ ٢ اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْاَكْرَمُۙ ٣ الَّذِيْ عَلَّمَ بِالْقَلَمِۙ ٤ عَلَّمَ الْاِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْۗ ٥
:وَقَدْ أَثْبَتَ الْحَدِيْثُ النَّبَوِيُّ أَهَمِّيَّةَ الْعِلْمِ . قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ
طَلَبَ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ( رَوَاه ابْنُ مَاجَهُ )
يَدُلُّ هَذَانِ الدَّلِيْلَانِ مِنَ القُرْآنِ وَالْحَدِيْثِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ طَلَبِ الْعِلْمِ فِي الْإِِسْلَامِ . لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَيْنَا جَمِيْعًا أَنْ نَطْلُبَ الْعِلْمَ . وَلَا نَتَوَقَّفَ عَنِ التَّعَلُّمِ ، حَتَّى نَحْصُلَ عَلَى السَّعادَةِ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ
عَسَى أَنْ يَهْدِيَنَا رَبُّنَا وَ يُوَفِّقَنَا جَمِيْعًا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ حَتَّى نَسْتَطيْعَ أَنْ نُطَبِّقَهَا فِيْ حَيَاتِنَا . آمِيْنَ
هَذَا ، وَشُكْرًا عَلَى اهْتِمَامِكُمْ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
(Sumber: Arabiyyah.id)